الأمطار الغزيرة في شرق إفريقيا تجبر آلاف اللاجئين والنازحين على الفرار مجدداً
الأمطار الغزيرة في شرق إفريقيا تجبر آلاف اللاجئين والنازحين على الفرار مجدداً
قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن آلاف الأشخاص، بمن فيهم لاجئون، لا يزالون محاصرين وسط الأمطار الغزيرة المستمرة والفيضانات الشديدة التي تجتاح شرق إفريقيا. وأعربت عن القلق بشكل خاص إزاء اضطرار آلاف اللاجئين وغيرهم من النازحين إلى الفرار مرة أخرى للنجاة بحياتهم بعد أن جرفت المياه منازلهم.
وأوضحت المفوضية في بيان أن قرابة 20,000 شخص نزحوا من مخيمات داداب في كينيا التي تستضيف أكثر من 380,000 لاجئ، بسبب ارتفاع منسوب المياه. وكان العديد من هؤلاء اللاجئين قد وصلوا خلال العامين الماضيين بعد فرارهم من الجفاف الشديد في الصومال المجاورة.
وأفادت المفوضية بأن حوالي 4,000 شخص يحتمون في 6 مدارس تعرضت مرافقها لأضرار جسيمة، فيما يقيم آخرون مع الأصدقاء أو الأقارب في أجزاء أخرى من المخيم حيث انهارت العديد من المراحيض، مما يعرض اللاجئين لخطر الإصابة بالأمراض القاتلة التي تنقلها المياه وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة في كينيا ستيفن إن المفوضية وفرت المأوى لأولئك الذين فقدوا منازلهم، فضلا عن الغذاء والأدوية ومبالغ نقدية وبطانيات وناموسيات. وأضاف أنه تم الوصول حتى الآن إلى حوالي 125,000 شخص.
الوضع في بوروندي
وأفادت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بأنه في بوروندي، يعيش حوالي 32,000 لاجئ أي ما يقرب من نصف عدد اللاجئين في البلاد، في المناطق المتضررة من الفيضانات، ويحتاج 500 منهم إلى مساعدة عاجلة.
وأضافت أنه في مدينة بوجومبورا، اضطرت الأسر اللاجئة والعديد من البورونديين، بما في ذلك كبار السن، إلى الانتقال إلى أماكن أخرى عدة مرات مع استمرار ارتفاع منسوب المياه، وأن هناك صعوبة متزايدة في الحصول على الغذاء والضروريات الأخرى مع ارتفاع الأسعار بسبب الرسوم المرتفعة لاستخدام الزوارق لنقل البضائع.
وقالت المفوضية إن التعليم قد توقف بسبب غمر الفصول الدراسية وتدمير المواد التعليمية.
وأوضحت أنه في إطار الاستجابة المشتركة بين الوكالات التي تقودها الحكومة، ستقوم المفوضية بتوفير مجموعات المأوى والمساعدة النقدية لمساعدة اللاجئين.
متضررون في الصومال وتنزانيا
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، تشمل البلدان الأخرى في المنطقة التي يعتبر النازحون فيها من بين الأكثر تضررا الصومال، حيث اضطر أكثر من 46,000 نازح في 5 مواقع في جنوب البلاد إلى الانتقال إلى أماكن أخرى بسبب الفيضانات.
كما تأثرت تنزانيا، حيث يعيش أكثر من 200,000 لاجئ معظمهم من جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي في مخيمي نياروغوسو وندوتا، حيث لحقت أضرار بالملاجئ داخل المخيمين، مما أثر على نحو 200 أسرة.
وتعمل المفوضية بشكل وثيق مع السلطات المحلية والشركاء، لتعجيل المساعدات الضرورية وتوفير خدمات الحماية للاجئين والمجتمعات المتضررة التي تقيم في مناطق قريبة.
وفي الصومال، أكدت المفوضية أنه يتم تقديم مساعدات الحماية الحيوية والمواد الأساسية إلى الأسر النازحة داخليا. يذكر أن المفوضية أطلقت في أبريل 2024 أول صندوق لها على الإطلاق للقدرة على الصمود في وجه تغير المناخ لتعزيز الحاجة إلى بناء قدرة اللاجئين والمجتمعات النازحة ومضيفيهم على الصمود في مواجهة الحدة المتزايدة للظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بتغير المناخ.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".